حياة الرسول

حياة الرسول

ولادة الرسول ونسبه

ولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وهو العام الذي توجّه فيه أبرهة لهدم الكعبة، إلّا أنّ العرب تصدّت له، وأخبره عبد المطلّب بأنّ للبيت ربٌّ يحميه، فقدم أبرهة مع الفيلة، فأرسل عليهم الله طيوراً تحمل حجارةً من نارٍ أهلكتهم، وبذلك حمى الله البيت من أي أذى.
 ووالده هو عبد الله بن عبد المطلب، ووالدته آمنة بنت، وجده عبد المطلب، واسمه كاملًا هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وإن نسب عدنان ينتهي بسيدنا إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام.

رضاعة الرسول

أرضعته حليمة السعدية التي يعود أصلها إلى بني سعد، ولقد جرت العادة بإرسال أبناء أسياد قريش ليرضعوا في البادية كي يكتسبوا جسمًا قويًّا ولسانًا فصيحًا.

وفاة والدي الرسول وكفالته

توفي والده و كانت آمنة بنت وهب تحمل في بطنها النبي صلى الله عليه وسلم جنينًا، فوُلد الرسول يتيماً، قال -تعالى-: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى). وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم السادسة من عمره توفيت والدته آمنة بنت وهب، فكفله جده عبد المطلب.

عمل الرسول

إن أول عمل اتجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم هو رعي الغنم في بادية بني سعد مع إخوته من الرضاعة، وبعد ذلك انتقل إلى رعي الأغنام في مكة المكرمة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم عمل بالتجارة أيضًا مع السيدة خديجة بنت خويلد، وعمل بالتجارة مع عمه أبي طالب رضي الله عنه قبل البعثة.

 

مشاركته في بناء الكعبة

عقدت قريش العزم على تجديد بناء الكعبة؛ لحمايتها من الهدم بسبب السيول، وتجرّأ الوليد بن المغيرة على الهدم، ثم شرعوا بالبناء شيئاً فشيئاً إلى أن وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، إذ وقع الخلاف بينهم في مَن سيضعه في موضعه، وتراضوا على قبول حكم أول داخلٍ عليهم، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأشار عليهم بأن يضع الحجر الأسود على ثوبٍ تحمله كل قبيلةٍ من طرفٍ ليضعه في مكانه، وقبلوا بحكمه دون خلافٍ، وبذلك كان رأي الرسول -عليه الصلاة والسلام- عاملاً في عدم تنازع قبائل قريش وعدم خلافها فيما بينها.

بداية الوحي

لقد بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون رسولًا وهو في سن الأربعين، فلقد جاء الوحي جبريل عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء يتفكر في خلق الكون، فقال له جبريل عليه السلام اقرأ ثلاث مرات، وكان يرد ما أنا بقارئ، ثم قرأ عليه مطله سورة العلق: « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ». وبعد ذلك عاد إلى زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكان خائفًا.

ثمّ أخذت به خديجة -رضي الله عنها- إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وكان شيخاً كبيراً لا يُبصر يكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول بما حصل، فقال ورقة: (هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا).

وبعد انقطاع الوحي جبريل عليه السلام لمدة من الزمن نزلت آيات من سورة المدثر: « يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ »، وبعد ذلك بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى، فبشّر الناس بدعوة الإسلام، وكان أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق، وأول من أسلم من النساء خديجة بنت خويلد، وأول من أسلم من الصبيان علي بن أبي طالب.

الدعوة السرية

ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام بعيدًا عن الأنظار لمدة ثلاث سنوات بعد نزول الوحي عليه، ليسلم معه من أسلم من المقربين منه، ثم  نزل عليه قول الله عز وجل: « وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »، وعندها انطلق صلى الله عليه وسلم من فوره إلى جبل الصفا، ونادى على قبائل قريش حتى تجمعوا و أعلمهم أنه نذير لهم من الله عز وجل، لتبدأ بذلك المرحلة الجهرية من الدعوة.

الدعوة الجهرية

كانت الدعوة الجهرية بمنزلة انطلاقة جديدة للإسلام، وقد تدرج فيها صلى الله عليه وسلم بدعوة أقربائه كما أمره الله عز وجل، وفي تلك الأثناء كان الداخلون إلى الإسلام يخفون أمر إسلامهم تجنبًا لبطش قريش، وقد حاولت قريش إيقاف تلك الدعوة ، ولجأت إلى أبشع صورالتعذيب والأذى التي ألحقتها بالمسلمين.

الهجرة إلى المدينة

أعلم الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن الوقت قد حان للهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وبناء على هذا خرج الرسول من بيته في ليلة السابع والعشرين من صفر من السنة الرابعة عشرة من النبوة، متجهًا نحو بيت أبي بكر الصديق سرًّا لإعلامه بالهجرة،  كما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب أن يتكفل ببعض المهمات بعد هجرته؛ وهي إعادة الأمانات إلى أصحابها، ولبس بردة الرسول والنوم في فراشه صلى الله عليه وسلم في ليلة الهجرة، وقد انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر الصديق في فجر ليلة الهجرة حتى وصلا إلى غار ثور.

في ذلك الوقت كانت قريش تتبع آثار الرسول و صاحبه اللذين كانا مختبئين في غار ثور، وقد مكثا في الغار لمدة ثلاث ليال، إلى أن تأكدا من أن عدم ملاحقة قريش لهما، ليكملا الطريق إلى المدينة مع الدليل عبد الله بن أريقط، ومعهما عامر بن فهيرة الذي يساعدهما ويخدمهما، وبذلك تمت رحلة الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بنجاح.

الإسراء والمعراج

 اختلفت الروايات التي حدّدت تاريخ رحلة الإسراء والمعراج؛ فقيل إنّها كانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من السنة العاشرة من النبوة، ومنهم من قال بأنّها كانت بعد البعثة بخمس سنواتٍ، وكانت الرحلة بحيث أُسري برسول الله من البيت الحرام في مكة المكرمة إلى بيت المقدس على دابةٍ تسمّى البراق برفقة جبريل -عليه السلام-. ثمّ عُرج به إلى السماء ، ثمّ رُفع بمحمدٍ إلى سدرة المنتهى، وفرض الله عليه خمسين صلاة، ثمّ خففّها إلى خمسٍ

الجانب العسكري في حياة الرسول

مرحلة الحشد

لقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة منذ أن بدأت نبوته، فقد شرع بجمع رجال مؤمنين بالله سبحانه وتعالى، إذ إن وجود رجال أقوياء مؤمنين كفيل ببناء ما تبقى من لوازم للمجتمع الإسلامي.

مرحلة الدفاع

وكانت بداية هذه المرحلة هي غزوة بدر الكبرى، أما نهايتها فقد تمثلت بغزوة الأحزاب.

مرحلة الهجوم

وامتدت هذه المرحلة من غزوة الأحزاب إلى غزوة حُنين.

 

مرحلة التكامل

وكانت هذه المرحلة من فترة غزوة حُنين إلى أن نزل قول الله سبحانه وتعالى: « اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ».

 

وفاة النبي

 توفّي النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة النبوية، ذلك بعد مرضه واشتداده عليه، وطلب من زوجاته أن يمرّض ببيت أم المؤمنين عائشة، وكانت عادة رسول الله في مرضه أن يدعو الله -تعالى- ويُرقي نفسه، وكانت عائشة تفعل ذلك له أيضاً، وفي مرضه أشار بقدوم ابنته فاطمة الزهراء، وتحدّث إليها مرتين سرّاً فبكت في الأولى وضحكت في الثانية، فسألتها عائشة -رضي الله عنها- عن ذلك، فأجابتها بأنّه أخبرها في الأولى بأنّ روحه ستقبض، وأخبرها في الثانية بأنّها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته. ودفن مكان وفاته الذي تُوفّي فيه في المدينة المنورة.

 

حياة الرسول صل الله عليه و سلم
حياة الرسول صل الله عليهو سلم
سيرة النبي محمد
الهجرة المحمدية
وفاة الرسول

حياة الرسول Télécharger

Partager

Facebook
Twitter
LinkedIn

موقع تلميذ هو منصة تربوية تثقيفية موجهة للتلميذ و الولي  لمساعدتهم على التألق و النجاح.

تحتوي المنصة على بحوث ، أناشيد محفوظات مخططات إمتحانات، تقاييم، قصص مصورة للتعبير، قصص هادفة للمطالعة … و آخر الاخبار التربوية.

الرجاء من السادة المتابعين مساعدتنا على حسن ايصال المعلومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع ذكر المصدر وشكرا.

لمتابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي

Vous aimerez aussi...